إن الكارثة التي هزّت بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠ تسبّبت بدمار هائل في أبنية العاصمة التراثية وأسفرت عن تهديم مباني كاملة أصبحت مهدّدة بالإنهيار التام في حال لم يتم التدخّل بشكل سريع لإعادة إعمارها. وفق التقديرات، يتوجب تأهيل حوالي ال١٠٠٠ مبنى تراثي متصدّع أو منهار بشكل جزئي من جراء إنفجار المرفأ: كنائس، جوامع، بيوت تراثية، أبنية هي بمثابة روائع هندسية من الحقبة العثمانية، ومعالم حضارية تعود للقرن التاسع عشر. 

وبما أنّ المؤسسة الوطنية للتراث تعمل منذ تأسيسها في العام ١٩٩٦ على الحفاظ على التراث اللبناني وحمايته، قررت الإنضمام إلى منظمات محلية وعالمية متخصصة ومهندسين وخبراء بارزين في مجال العمل لإعادة تأهيل الأبنية التراثية، ممّا مكّن "مبادرة بيروت للتراث" https://beirutheritageinitiative.com/ من الإنطلاق للعمل على الأرض.

التمويل

لقد وقّعت المؤسسة الوطنية للتراث لدعم "مبادرة بيروت للتراث" عقود شراكة مع منظمات دولية فاعلة كمنظمة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ALIPH) ومؤسسة فرنسا “Fondation de France” كما ضمّت عدة هيئات رسمية وجهات واهبة من لبنان والخارج.

المشاريع

لقد عملت "مبادرة بيروت للتراث" على اتخاذ اجراءات فعلية وطارئة من اجل حماية الابنية التراثية من الانهياروذلك من خلال:

- الاستعاضة عن سقوف القرميد بخيم تحمي المباني والبيوت من الشتاء وذلك حتى فصل الربيع،

- وضع سقالات لتثبيت الاساسات وتدعيم الأبنية،

- اعادة تأهيل الاجزاء الداخلية من الابنية المهددة عبر اصلاح الحيطان والابواب والشبابيك.

"مبادرة بيروت للتراث" تعمل بالتعاون مع عدة منظمات فاعلة في هذا المضمار بهدف إعادة تأهيل وحماية التراث التاريخي والاجتماعي في بيروت وتأمين عودة السكان الى بيوتهم بشكل آمن.