المشاريع المنفذة

المشاريع المنفذةإنشاء مبنى حديث ملحق في متحف بيروت الوطني، 2014-2019

إنشاء مبنى حديث ملحق في متحف بيروت الوطني، 2014-2019


أقدمت المؤسسة الوطنية للتراث منذ تأسيسها في أيلول 1996، بالتعاون مع وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار على تنفيذ عدّة مشاريع من أوّلها وأهمّها ﺇعادة  تأهيل المتحف الوطني (1996 - 1999) ومن ثم ﺇنشاء نقطة المبيع المسماة "بوتيك المتحف" في المدخل الأساسي، التي يعود ريعهابكامله لصيانة المتحف وتمويل .نشاطات ثقافية في داخله

وفي العام 2014، بادرت السيّدة سلمى السعيد ﺇلى تقديم هبة قيّمة بهدف تخليد ذكرى زوجها المرحوم نهاد السعيد في متحف بيروت الوطني. وافق مجلس الوزراء على قبولها في 14 آب 2014، كما وافق على الترخيص للمؤسسة الوطنية للتراث بانشاء البناء الجديد التابع للمتحف الوطني والمستند على عقد واضح مبني على المرسوم رقم 1905 تاريخ 11/5/2009، تم توقيعه في 19 أيلول 2014 بين الدولة اللبنانية، وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار، ممثلة بشخص معالي وزير الثقافة الأستاذ ريمون عريجي، والمؤسسة الوطنية للتراث ممثلة برئيستها السيّدة منى الياس هراوي.

وبغية تمويل هذا المشروع، تمّ التوافق بين المؤسسة الوطنية للتراث والسيّدة سلمى السعيد، على أن يتشارك الفريقان في تغطية كلفة أعمال البناء، على أن يدفع آل السعيد مبلغ أقصاه مليون وخمسمائة ألف دولار أميركي وتدفع المؤسسة بالمقابل الكلفة الاضافية.

أوكلت مهمة أعمال التصميم والبناء الى مكتب المهندس رائد أبي اللمع وعُيّنَ المهندس وسام منسى مديراً تنفيذياً للمشروع.

انطلقت أعمال الحفر والبناء منذ تشرين الاول 2014، وتمّ وضع حجر الأساس في 10 تشرين الثاني 2016.




وبما أن الكلفة الاجمالية تعدّت الاربعة ملايين دولار أميركي، أطلقت السيّدة منى هراوي في مطلع العام 2018 بالتعاون مع الهيئة التنفيذية حملة واسعة لجمع التبرعات للتّمكن من تكملة المشروع، وقد استجاب العديد من أصدقاء الحضارة والتراث لطلبها وتوفّر المبلغ اللازم للانجاز.


  

يقع البناء الجديد على الجهة الجنوبية الغربية للمتحف الوطني وقد شيد على مساحة 1854 م2 بالاضافة الى 928 م2 مخصصة للسطيحات والحدائق. وهو بالرغم من تباين النسب، يشبه الى حد كبير البناء القديم من ناحية هندسته الخارجية وحجارته الصفراء. له واجهات زجاجية واسعة وسطح زجاجي يسمح برؤية السماء ويضفي عليه شكلا حديثا رائعا يملؤه النور، فيبدو وكأنه مساحة في الهواء الطلق.

ويتألف هذا البناء من ثلاث مستويات: الطابق الارضي، والطابق الاول وفيه ميزانين (Mezzanine)، والطابق الثاني وله سلالم ذات واجهات زجاجية تسمح بدخول النور من الخارج وتنفتح على السماء عبر الطابق العلوي.

الكافيتيريا ملحقة بالطابق الارضي وتستطيع استضافة حوالي الخمسين شخصاً ولها سطيحة تشرف على حديقة وتطلّ على حرش سباق بيروت.



بفضل هذا المشروع الحديث، نجحت المؤسسة الوطنية للتراث في تطوير رسالة متحف بيروت الوطني الانسانية. فبالإضافة الى دوره الأساسي الذي يكمن في المحافظة على تراث لبنان التاريخي والفني والثقافي وعلى التحف الأثرية التي خلفتها الحضارات المختلفة على مدى العصور، أصبح لهذا الصرح العريق دوراً حيوياً جديداً إسوة بكبار متاحف العالم، من خلال استحداث مساحة للتلاقي والحوار والتفاعل واكتشاف الفنون والثقافات العالمية . وهذا ما جعله أكثر جاذبية للزوار لا سيما الشباب منهم، وأكثر انفتاحاً على عالم اليوم وعالم الغد.

وتقديراً لمبادرة آل السعيد الكريمة، حملت القاعة الكبيرة المتعددة وجهات الاستعمال اسم "قاعة نهاد السعيد للفن والثقافة"، كما وضعت لوحة تذكارية على البناء الجديد تخليداً لأسماء جميع الواهبين، مؤسساتٍ وافرادٍ، الذين تمكنت المؤسسة بفضلهم من تحقيق هذا الإنجاز الحيوي الكبير.