” ... هم الفلاحون الذين يحوّلون الوعر إلى حدائق وبساتين.

هم الكرّامون الذين يعصرون العنب خمراً، ويعقدون الخمر دبساً، هم الآباء

“.الذين يربونأنصاب التوت،والأمهات اللواتي يغزلن الحرير، هؤلاء هم أبناء لبنان 

- جبران خليل جبران. 

في زمن نشهد فيه ثورة عشواء في البناء تهدد بمحو آثار الحياة في الماضي، بادرت المؤسسة الوطنية للتراث إلى ترميم منزل لبناني قديم من الطين بهدف تحويله إلى متحفٍ قروّي، يحفظ ذاكرة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في أريافنا.

يقع البيت – المتحف في بلدة تربل (Terbolecomuseum.org) ، قضاء زحلة في حقل مساحته 2000 م2، يسهل الوصول إليه من جميع أنحاء البقاع. وقد تمّ ترميمه وإعادة تأهيله وفق الأساليب القديمة. 

تضّمنت خطة عمل المؤسسة:

•  تقسيم داخلي للمنزل واصلاح الواجهات الخارجية والنوافذ.
• ترميم الجدران وطليها بالكلس وتلييسها ( هوّارا).
• إصلاح السقف، تركيب جهاز التدفئة، ومعالجة الخشبية وتركيب الواجهات.
• التجهيز الكهربائي والصحي للمنزل.
• إنشاء كافيتيريا ونقطة مبيع للمحاصيل الزراعية.
• إنشاء صالة لعرض الأفلام الوثائقية التي تحكي حياة الريف وخلق موقع على الإنترنيت.
•  تصميم وتنسيق الحدائق.

بعد إنجاز هذه الأعمال تحت إشراف المهندس جاك ليجيه بيلير، إعتمدت السيدة مادو كورم-ماليريو تنسيق خاص بالمتحف يبرز أهمية الحياة القروية منذ العصور القديمة حتى اليوم، عبر عرض الأدوات المنزلية القديمة ووسائل العيش المعتمدة في البقاع: معدات الزراعة، أدوات الاستعمال اليومي والطهو، أواني من الفخار، وغيرها من الأدوات التي كانت تستعمل في الريف ولا يزال البعض يستعملها في أيامنا.

يهدف هذا المشروع ليس للحفاظ فقط على بيت قروي نموزجي في لبنان، بل إلى حثّ أهل المدن للتعرف على الحياة الأصيلة في الأرياف بعيداً عن المفهوم الفلكلوري الرائج.

ولهذا المشروع كذلك هدف أوسع وأشمل إذ يرمي إلى تنمية البلدة البقاعية عبر خلق نشاطات وفرص عمل جديدة وإدخال المتحف الريفي في السياحة الأثرية مما يسهم في إنعاش المنطقة بأشملها من الناحية الثقافية والاقتصادية إذ يلفت النظر إلى المواقع الأثرية ومساحات الكرمة المنسية فيها.